محاولات لمطاردة المجاز الأعمى

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
21/09/2007 06:00 AM
GMT



أنا ذلكَ العجوزُ الكاسد

المستندُ إلى ندمه

في مقهى مهجور

وليس أمامه غير

أحلامه المشبوهة

إذ يتفقد على الطاولة

ذكرياته الميتة

مع كل رميةِ نردٍ ناقصة

ويُجبر كما غالباً

على مغادرة حياته المرهقة

إلى قبره الأرمل.

 

أنا ذلك العاشقُ

الذي لا تؤدي نصوص العشق إليه

يعصرُ ثيابه

ليستولي على ثرثرات موعدٍ

مدفونٍ في أقرب حديقة مهجورة..

إلا من بقايا السجائر..

التي يؤبنها مطرٌ عابرٌ

في صفقته الباهظة مع غير المعلن

أنا هو

إذ يلاحق أنثاه رائحةً.. رائحةْ كما دائماً

في دليل الهاتف.

 

أنا ذلك الشاعرُ

الذي يروّض الغيومَ

ويحاصرُ خزائنَ الرؤيا

بأصابعه التي نسيها في اعتذارٍ

لامرأة تمَّتُ له بصلة حبرٍ.

يرزم فوضاه

ليرمم مطره الغامض

في حدائق الغبار.

أنا هو

إذ يتأخر نسياناً .. نسياناً

عن شهوة ناقصة

ورصيفٍ عاطلٍ عن الحنين

لا يُعوّل عليه.

 

أنا ذلك الحبرُ

الذي يضلُُّ الدربَ دائماً

إلى ملكوت المجاز الأعمى.

ذلك المجازُ العماءُ أريده

لينهبَ يقيني

ويصلبَ أرقي على غابات الورقِ.